النهاية اللي ملهاش صوت
مكنش انهيار، مكنش لحظة حاسمة، مكنش حتى قرار واعي. كان حاجة بتحصل بالتدريج، زي نور بيطفي نفسه واحدة واحدة، زي شمعة ريح هادي سرقها قبل ما حد ياخد باله.
كنت عارف يعني إيه الكلام يقلّ بين اتنين، وإن المسافات تكبر من غير ما حد يقصد، بس مكنتش متخيل إني هبقى الطرف اللي هيسيب الحبل يفلت من إيده. كنت فاكر إن صوتي هيفضل ليه طريق ليكي، إن مهما حصل هعرف أرجع، لكن في لحظة ما، من غير مقدمات، لقيت نفسي مبقتش عايز أرجع. مبقتش حتى مستني حاجة.
مكنش انتصار عقلي، كان تعب قلبي. والتعب لما بيتراكم، مبيسألش، مبيقولش إنه وصل، هو بس بياخد كل حاجة معاه ويمشي. مكنش في قرار، مكنش في لحظة انسحاب واضحة، كان في بس خطوات صغيرة لورا، لحظات سكوت، تفاصيل كانت بتهمّني ومبقتش تفرق. لحد ما لقيت إن كل اللي كان بيربطنا، ساب مكانه فراغ، ومبقاش عندي طاقة أسأل ليه.
كنت بسامح، مش علشان مكنتش شايف، كنت بسامح علشان كنت بحب. كنت ببلع الزعل، مش علشان مكنش بيضايقني، لكن علشان كنت خايف أخسرك. ودلوقتي؟ لا سماح ولا عتاب، لا استفسار ولا انتظار. فليكن، يفضل اللي يفضل، ويمشي اللي يمشي، مبقاش عندي حاجة أقولها، ولا حتى رغبة إني أفكر.
عارفة يعني إيه اللي كان بيسعدك يبقى السبب في إنك تبقى بارد وساكت؟ وإن القلب اللي كان مفتوح ليكي براح، يقفل أبوابه واحدة واحدة، لحد ما يبقى مجرد جدار صامت؟ بس الغريب، إن النهاية الحقيقية مكنتش لحظة وجع، مكنتش صدمة، كانت بس لحظة عادية جدًا.. لحظة مفيهاش أي إحساس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق