الجمعة، 1 مايو 2015

رحلة قصيرة

مرت سنوات طويلة فقدنا فيها من فقدنا، وسقط منا من سقط اصبح الحمل خفيفا لا بل ثقيلا ، يحمل كل تلك السنون وكل تلك الذكريات ، الالاف من الصور تمر في لحظة ذاك الشريط السحري يمر امام عينيك ، لحظات الطفولة والمراهقة والشباب ، اصدقاء لم يعد لهم ذكر  ، تلك الحبيبة او العشيقة تلك الفتاة التي لم يعرف عنها احد شيئا ، خطاياك المدفونة بداخلك دعواتك التي دعوتها في جنح الليل طيف ابتسامة مع تلك التي تمنيتها،و أبدا أبدا لم تبح لها بسرك الدفين ، لم تقابلها أبدا الا في خيالك ، وتلك الفتاة المسكينة التي أحبتك واعلنت لك ذلك وانت كأي نذل تخليت عنها ، لم تسعفك قواك ام لم تحبها ام احببت حبها لك ، لكنك في النهاية تخليت عنها ، تتذكر صديقك ومصائبكما معا،تلك الرحلات التي كانت بلا هدف تتذكر ،أوقات انتظارك للقطار
 يا لها من أوقات .
 تصحوا مبكرا نصلي الفجر وتعد عدتك للحاق بالقطار ، ما بين النهار والليل تمشي في هدوء ونفسك كمراجل البخار، يتصاعد بخار أنفاسك أمامك يسبق خطاك ام تسبقه لا يهم المهم ان تصل لمحطة القطار ، انت تسبقه حتي ترحل في رحلاتك اللانهائية الي الدروس والحصص وتقابل تلك الوجوه العابسة في رحلة سرمدية لا تنتهي
تعود لبيتك وقد جهزت لك أمك غذاؤك الشهي، لكنك ساخط ، تدخل غرفتك وتبدأ في التدوين، ماذا تدون؟

كلمتين هنا لتلك الحبيبة المارقة وكلمتين  هنا لتلك الحبيبة التي تحبك وانت لا ، وكلمة لصديقك تلعنه فيها، وكلمة هنا تشكر الظروف التي عرفتك بهذا الصديق  ، وفجأة ينقطع شريط ذكرياتك في تلك البلاد البعيدة وتعود لواقعك الحقيقي ،،،
انه انت الان بلا اصدقاء وليست أمك بجوارك وان الحبيبتين التي تحبها والتي تحبك ليسوا بجوارك ، وأنك وحيد في بلاد الشمس والتلج.

 تعود وتذهب لعملك الرتيب وتلعن الظروف وتجلس بجوار أولئك الموظفين الملاعين لتندب حظك العاثر  لا تتذكر لا تفتح دولاب ذكرياتك وتقطع ذاك الشريط الذي تأتي منه تلك الذكريات  المؤلمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق